الثلاثاء، 5 يناير 2010

الحل بعد الانتخابات!!

كثر الحديث عن الصراع الحاصل بين الحدباء والمتآخية وكثيرا ما نقرأ تصريحات الطرفين عن مبادرات للانفراج دون أن نلمس على ارض الواقع شيء، لكن ما لفت انتباهي في لقاء بثته قناة الموصلية مع السيد محافظ نينوى اثيل النجفي قبل ايام، حيث ذكر في معرض حديثه عن نشر القوات المشتركة في المناطق المتاخمة قائلا ان الانتخابات القادمة على الابواب ولا نية لنا لحل المسائل العالقة مع الاقليم رغم مبادرات الوساطة التي يعرضها علينا بعض الاطراف بين فترة واخرى.
لعل المحافظ يقصد ان مبدأ الحل موجود لكن وقته غير مناسب الآن، او ان هناك اتفاق مع المتآخية على حل الازمة لاحقا وبالتالي فان خشية الطرفين من خسارة جمهورهم جراء مبادرة الصلح كان الدافع الحقيقي للتأجيل.
كل ماذكرته لا مشكلة فيه فلكلا الطرفين الحرية المطلقة في اختيار الطريقة التي يتعامل بها مع بعضهم البعض، والآلية التي يختارونها للتعامل مع جمهورهم الواعي، لكن ما نستهجنه هو وساطة المحتل لحل تلك المشاكل العالقة خصوصا الزيارة الاخيرة التي قام بها قائد القوات الامريكية الجنرال رايموند اوديرنو، وبحث المشاكل العالقة مع الطرفين وسبل حلها واحتوائها، وكأن لسان حالهم يقول المثل المصلاوي (تراب البعيد دوا للعيون).
لماذا نلجأ انفسنا إلى مثل هذه المواقف وندع الاغراب بالظهور على انهم سيد الموقف ولا حل بدونهم؟ لماذا نقلل من شأننا ونثبت لهم عجزنا لولا تدخلهم؟ كان الاجدر بقيادات الحدباء والمتآخية رفض أي وساطة اجنبية بينهم ويثبتوا لجماهيرهم انهم اهل لحل اي مشاكل عالقة بينهم حتى لو تطلب الأمر وساطة من اخوانهم في الكتل الاخرى فالمحصلة حل عراقي بامتياز، وبذلك نفوت الفرصة على المحتل ومنحه فرصة التدخل....
لذا ادعوا الطرفين إلى ترك المزايدات والمهاترات جانبا وعدم التهرب من المسؤولية وليكونوا على قدر الثقة التي منحها الجمهور لهم، وليعلموا ان تلك التشنجات ستنعكس سلبا على ابناء المحافظة فهو الخاسر الوحيد.